ما الفرق بين عمليتي تكميم المعدة وتحويل المسار؟ السمنة هي قضية صحية رئيسية تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. تعد جراحة فقدان الوزن، المعروفة أيضًا بجراحة السمنة، حلاً شائعًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في فقدان الوزن عبر الوسائل التقليدية كالحمية الغذائية وممارسة التمارين الرياضية. تعتبر عمليتي تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة من أشهر خيارات عمليات فقدان الوزن، وكل منهما له مزاياه وعيوبه الخاصة. في هذا المقال، سنقارن بين تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة ونستكشف نتائجها وتأثيراتها على المدى الطويل، ومدى أمان كل منهما بالإضافة إلى فترة التعافي التي تحتاجها كل عملية ومعدلات نجاحمها. 

أيهما أفضل تكميم المعدة أم تحويل المسار؟

تتضمن كلا العمليتين مجموعة مختلفة من المزايا والعيوب. فتكميم المعدة ترتكز على إزالة جزء من المعدة، مما يقلل من حجمها ويحد من كمية الطعام التي يمكن استهلاكه. بينما يتضمن تحويل مسار المعدة إنشاء كيس صغير في الجزء العلوي من المعدة وإعادة توجيه الأمعاء الدقيقة إلى هذا الكيس، مما يقلل من كمية السعرات الحرارية والمواد الغذائية التي يمكن امتصاصها من قبل الجسم.

أحدى المزايا الرئيسية لتكميم المعدة هو أنها إجراء أقل تدخلاً جراحياً مقارنة بعملية تحويل مسار المعدة، وهذا يعني أنها تحمل مخاطر أقل من الإصابة بمضاعفات كالالتهابات والنزيف. كما أن تكميم المعدة لا تشمل إعادة توجيه الأمعاء الدقيقة، لذلك يكون هناك خطراً أقل لحدوث نقص التغذية.

من ناحية أخرى، تعتبر عملية تحويل مسار المعدة عمومًا أكثر فعالية في تحفيز فقدان الوزن على المدى الطويل. كما أنها تتمتع بمعدل نجاح أعلى في علاج حالات مثل مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وتقلل أيضًا من هرمون الجوع الغريلين، مما قد يسهل على المرضى الالتزام بنظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي بعد العملية.

ما بعد عملية تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة 

تختلف تأثيرات عملية تكميم المعدة عن عملية تحويل مسار المعدة على المدى الطويل وفقًا لعوامل كالعمر والجنس والصحة العامة. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن كلا الإجراءين يمكن أن يؤدي إلى فقدان وزن ملحوظ ومستدام على مر الزمن.

أظهرت دراسة نشرت في مجلة JAMA للجراحة أن المرضى الذين خضعوا لتكميم المعدة فقدوا بمتوسط ​​57% من وزنهم الزائد بعد خمس سنوات من العملية. في الوقت نفسه، أظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة جراحة السمنة أن المرضى الذين خضعوا لجراحة تحويل المعدة فقدوا ​​65% وسطياً من وزنهم الزائد بعد خمس سنوات من الجراحة.

وقد تبين أيضًا أن كلا الإجراءين يمكن أن يحسنا أو يعالجا الحالات الصحية المرتبطة بالوزن مثل مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وتوقف التنفس أثناء النوم. أظهرت دراسة نشرت في مجلة New England للطب أن عملية تحويل مسار المعدة كانت أكثر فاعلية من تكميم المعدة في علاج مرض السكري من النوع الثاني في المرضى البدينين.

أيهما أكثر أمان تكميم المعدة أم تحويل مسار المعدة؟

عندما يتعلق الأمر بالسلامة والأمان، تعتبر عملية تكميم المعدة عمومًا إجراءً أكثر أمانًا من إجراء تحويل مسار المعدة. إذ تعتبر تكميم المعدة عملية أبسط لا تشمل إعادة توجيه الأمعاء الدقيقة، مما يقلل من خطر حدوث مضاعفات مثل انسداد الأمعاء وسوء التغذية.

ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن جميع عمليات فقدان الوزن تحمل درجة معينة من المخاطر، ويجب على المرضى تقييم وموازنة فرص حدوث المضاعفات والفوائد المحتملة قبل اتخاذ قرار بشأن الإجراء. كما أنه من المهم اختيار جراح متمرس ومؤهل يمكنه تقليل مخاطر المضاعفات وضمان إجراء جراحي آمن وناجح.

أيهما أقل تدخل جراحي تكميم المعدة أم تحويل مسار المعدة؟

عمومًا، يُعتبر تحويل المعدة الأقل توغلاً جراحياً بين خيارات عمليات فقدان الوزن أو السنة. فهو إجراء أبسط ينطوي على إزالة جزء من المعدة، مما يقلل من حجمها ويحد من كمية الطعام التي يمكن استهلاكها. كما أنه لا يتضمن إعادة توجيه الأمعاء الدقيقة، مما يقلل من خطر المضاعفات ونقص التغذية.

أيهما يحتاج إلى وقت شفاء أقل تكميم المعدة أم تحويل مسار المعدة؟

بشكل عام، يتطلب تحويل المعدة وقتًا أطول للتعافي مقارنة بتكميم المعدة، فعملية تكميم المعدة تحتاج إلى تدخل جراحي أقل، وعادة ما يستغرق الأمر أسبوعين إلى أربعة أسابيع للمرضى للعودة إلى العمل والأنشطة العادية. بالمقابل، تتطلب عملية تحويل المعدة إعادة توجيه الأمعاء الدقيقة، والأمر قد يستغرق وقتًا أطول للاستشفاء. قد يحتاج المرضى إلى البقاء في المستشفى لعدة أيام بعد الجراحة وقد يحتاجون إلى عدة أسابيع من الراحة والتعافي قبل العودة إلى الأنشطة العادية.

أيهما تتميز بمعدل نجاح أعلى عملية تكميم المعدة أم تحويل مسار المعدة؟ 

عندما يتعلق الأمر بمعدلات النجاح، يُعتبر تحويل المعدة عمومًا الخيار الأكثر فعالية للتخلص من السمنة. أظهرت دراسة نشرت في مجلة JAMA للجراحة أن المرضى الذين خضعوا لتحويل المعدة كان لديهم معدل أعلى من فقدان الوزن المستمر وكانوا أكثر احتمالًا للحفاظ على فقدان الوزن على مر الزمن مقارنةً بالمرضى الذين خضعوا لتكميم المعدة.

ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن معدلات النجاح يمكن أن تختلف بناءً على عوامل فردية مثل العمر والجنس والصحة العامة. يجب على المرضى موازنة المخاطر والفوائد المحتملة لكل إجراء واختيار الخيار الأنسب وفقًا لاحتياجاتهم الفردية وأهدافهم.

في الختام، تعتبر كل من عمليتي تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة خيارين شائعين للتخلص من السمنة يأتي كل منهما مع مجموعة من المزايا والعيوب. تعتبر تكميم المعدة عملية أقل تدخلاً جراحياً مع وقت تعاف أقصر ومخاطر أقل، في حين أن تحويل المعدة عمومًا أكثر فاعلية في فقدان الوزن المستدام وعلاج الحالات الصحية المرتبطة بالوزن.